أكاديميون وقياديون حزبيون يبرزون أبعاد الخطاب الملكي

شجاعة فكرية وسياسية وحلول لدعم الفئات المهمشة والمناطق الفقيرة

السبت 01 غشت 2015 - 10:08
5052
(ماب)

أبرز أساتذة وباحثون وقياديون حزبيون أهمية وأبعاد الخطاب الملكي في عيد العرش، من زوايا متعددة، تلتقي في الحرص على إنجاز مشاريع التنمية، في ظل الاستقرار والأمن والسيادة الوطنية، لفائدة جميع فئات الشعب المغربي، في الداخل والخارج.

تاج الدين الحسيني: جلالة الملك قدم حلولا لدعم الفئات المهمشة والمناطق الفقيرة

 أكد تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس، أن الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش، قدم حلولا ناجعة لدعم الفئات المهمشة والمناطق الفقيرة.

وأوضح الحسيني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن جلالة الملك ركز في خطابه على الفئات المهمشة في المجتمع، والتي لم تستفد بعد من سياسات التنمية والنمو الاقتصادي اللذين يعرفهما المغرب، وهو ما يضع مسؤوليات استثنائية على عاتق متخذي القرار من أجل إيجاد حلول كفيلة بدعم هذه الفئات من المواطنين.

وأبرز أن جلالة الملك وضع مخططا استراتيجيا لمعالجة هذا الوضع من خلال تكليف وزير الداخلية بإحصاء الدواوير التي تعاني الهشاشة ومظاهر الخصاص، ووضع مشاريع لمعالجتها.

وأكد الحسيني أن معالجة هذه المناطق لا تقتصر على المغرب العميق فحسب، بل تهم، أيضا، هوامش المدن الكبرى التي أصبحت تعاني انتشار مدن الصفيح.

من جهة أخرى، أوضح تاج الدين الحسيني أن إصلاح التعليم أخذ حيزا وافرا من خطاب العرش، الذي دعا فيه جلالة الملك إلى إعادة الاعتبار للمدرسة العمومية، مؤكدا جلالته على أن عملية الإصلاح لا يجب أن تدور في حلقة مفرغة.

وأوضح أن جلالة الملك دعا إلى سلوك تعاقدي في قطاع التعليم يتمخض عنه قانون إطار يحدد الرؤية على المدى البعيد.

من جهة أخرى، أكد الحسيني أن جلالة الملك وقف في خطابه على المبادئ الأساسية، التي تحكم السياسة الخارجية المغربية، والمتمثلة في الصرامة والتضامن والمصداقية.

وشدد على أن الصرامة أعطت نتائج إيجابية، خاصة عندما رفض المغرب بشكل صريح الاقتراحات الهادفة لتكليف بعثة المينورسو لمراقبة حقوق الإنسان.

وبخصوص مبدأ التضامن، أكد الباحث أن التعاون جنوب -جنوب أضحى واقعا ملموسا، خاصة تجاه البلدان الإفريقية. كما ذكر بتضامن المغرب مع بلدان الخليج في محاربة التطرف والإرهاب.

وأبرز الحسيني أن جلالة الملك شدد على المصداقية التي تتمتع بها السياسة الخارجية المغربية، والتي تتجسد في العلاقات المتنوعة مع عدد من البلدان، وباللقاءات والمؤتمرات الدولية التي احتضنها المغرب.

كما تتجسد هذه المصداقية، يضيف الحسيني، في الانفتاح على كبريات شركات صناعة السيارات والطائرات والسياحة رغم التحديات التي تعيشها المنطقة.

وأبرز مقاربة المغرب في محاربة الإرهاب، التي تعتمد على مقاربة وقائية، مشيرا إلى الدور الذي تضطلع به الدبلوماسية الدينية تجاه إفريقيا وأوروبا.

ميلود بلقاضي: خطاب تميز بشجاعة فكرية وسياسية

 أبرز ميلود بلقاضي، الأستاذ الجامعي بجامعة محمد الخامس، أن خطاب العرش لهذه السنة تميز بشجاعة فكرية وسياسية.

وأوضح بلقاضي أن مضمون الخطاب "اعترف بالاختلالات مقابل الانجازات، وبالإخفاقات مقابل الإصلاحات المهمة، وبالنقص الموجود في بعض الجوانب، مقابل التطور والتقدم الحاصل على مستويات عدة". وأضاف أن "الخطاب الملكي أشار إلى أن المغرب عرف تقدما مهما على مستوى الأوراش الكبرى، خاصة السياسية والدستورية، وفي المقابل، لمح إلى وجود فشل على مستوى الإصلاحات الصغرى، أي الإصلاحات الصغرى على المستوى المحلي والجهوي"، مبرزا أن الرسالة الواضحة والصريحة، التي أرسلها جلالة الملك عبر خطاب العرش، تدعو في العمق المسؤولين إلى جعل المؤسسات المحلية والجهوية في خدمة المواطن. وقال إنها "رسالة قوية إلى رؤساء الجماعات والجهات والولاة والعمال، يقول فيها جلالة الملك لهم ماذا أنتم فاعلون إزاء هذا الوضع، في سياق دقيق وهو الزمن الانتخابي الذي يجري الاستعداد له".

وسجل بلقاضي أن "الخطاب الملكي انتقد بشدة دور بعض السفراء والقناصل المغاربة بالخارج، وأكد جلالة الملك أن هؤلاء القناصل والسفراء ليسوا كلهم في مستوى تطلعات المهاجر المغربي، الأمر الذي يقتضي تعيين سفراء وقناصل في المستوى المطلوب، لخدمة قضايا المغرب على المستوى الخارجي".

كما أوضح أن الخطاب الملكي شدد على الصرامة في التعاطي مع ملف الصحراء، وعلى المصداقية في تنفيذ الأوراش على المستوى الخارجي، وعلى التضامن مع الدول الشقيقة والصديقة.

  عادل الخصاصي: تحفيز ملكي لتعميق الإصلاح على المستوى الاجتماعي

 أكد عادل الخصاصي، أستاذ باحث في كلية الحقوق بالرباط، أن أوراش الإصلاح، التي يقودها جلالة الملك، تتميز بالسرعة في الإنجاز، وأن الوتيرة السريعة التي نهجها المغرب في تحقيق الإنجازات مكنته من تجاوز بعض الاختلالات.

وقال الخصاصي، في تصريح لـ"المغربية"، إن "المغرب اختار الانطلاق بوتيرة عالية ومكيفة بما يحدث في العالم العربي، ما أدى إلى تغير سريع في النمو الاقتصادي، لكنه لم يستكمل التغيير على المستوى الاجتماعي، لذلك جاء خطاب جلالة الملك واضحا في دعوة الحكومة بالاهتمام بالوضع الاجتماعي للمواطنين، وبإنجاز إصلاح متزن لأوضاع التعليم، والاهتمام بأوضاع الجالية المغربية المقيمة بالخارج، والاعتناء بجودة برامج التكوين المهني".

 وأبرز الباحث أن دستور 2011 جاء تتويجا للعملية الديمقراطية، وأنه "يمكن للمغاربة أن يفتخروا بما أنجز من إصلاح بقيادة جلالة الملك، وأن يتشبثوا بهويتهم المغربية"، مشيرا إلى أن دعوة جلالة الملك لكل المغاربة للتشبث بالهوية المغربية العريقة تتضمن رسائل واضحة إلى المتربصين بوحدة الصف وراء جلالة الملك في الدفاع عن كل ما هو مغربي.

وسجل الخصاصي أن جلالة الملك دعا الحكومة إلى مواصلة العمل وتحقيق الإنجازات التي تعود بالنفع الاقتصادي والاجتماعي على المواطنين، والمحافظة على التوجه الصحيح للخيارات الاستراتيجية الكبرى، الهادفة إلى ضمان وصيانة المصلحة العليا للوطن.

الحسن جفالي: خطاب جلالة الملك عبر عن معاناة مغاربة المهجر

 نوه الحسن جفالي، باحث في شؤون الهجرة، بمضامين الخطاب الملكي السامي في الذكرى 16 لعيد العرش المجيد.

وقال الجفالي، في تصريح لـ "المغربية"، إن جلالة الملك جدد توجيه بوصلة الإصلاح التي على الحكومة أن تتجه صوبها، وأوضح أن "مغاربة المهجر يشيدون بسياسة جلالة الملك في تعبئة المواطنين، وخلق مناخ جديد تسوده الثقة"، مشيرا إلى أن دعوة جلالة الملك، الموجهة إلى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، بالقيام بما يلزم "لتصويب الاختلالات في بعض القنصليات، جاءت ترجمة إلى زيارات جلالة الملك لعدد من الدول". وأضاف أن "الإصلاحات، التي يريدها جلالة الملك، تهدف إلى تحديث هياكل الدولة، وتكريس الحكامة الجيدة الترابية، وتقوية الديمقراطية المحلية، وتعزيز الشفافية وآليات الرقابة، وتيسير ولوج المواطنين إلى كافة الخدمات الأساسية، والنهوض بالتنمية المستدامة من خلال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتعزيز مساهمة المرأة كفاعل حيوي في البناء التنموي، واحترام البعد البيئي وإدماجه في مختلف السياسات العمومية والبرامج التنموية".

 وخلص إلى أن المغرب يشهد دينامية جديدة، ويعرف حراكا قويا في مختلف المجالات، بهدف الدفع بمختلف الإصلاحات نحو ترسيخ بناء دولة القانون والمؤسسات، وتحصين كل المكتسبات الديمقراطية من أجل تحقيق تطلعات الشعب المغربي في الكرامة والحماية الاجتماعية والمساواة. واعتبر أن قوة المغرب تتمثل في قدرته على صياغة مشاريع وطنية طموحة، تستند إلى رؤى استراتيجية، وهي المشاريع التي تساهم في إعدادها كل مكونات المجتمع، كي تؤدي إلى تأهيله أكثر.

نبيل بنعبد الله: خطاب الواقعية والإقدام لنموذج تنموي خلاّق

 ثمن نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، الخطاب الملكي السامي في عيد العرش.

وقال بنعبد الله إن "الخطاب الملكي السامي هو خطاب الواقعية والإقدام"، مبرزا أن الكلمة الفاصلة في الخطاب الملكي تتمثل في "خدمة المواطن المغربي أينما وجد".

وأوضح أن الخطاب الملكي لم يركز فقط على الايجابيات والمكتسبات، والتقدم الكبير الذي يعرفه المغرب في شتى المجالات، بل تحدث جلالته، أيضا، عن الإكراهات والسلبيات الموجودة، لاسيما على مستوى توزيع الثروة والوضع الذي يعيشه عدد من المناطق، مشيرا إلى أن الخطاب الملكي تطرق لأوضاع عدد من الفئات التي تعيش ظروف الهشاشة والإقصاء والفقر، مع الحرص على تخصيص برنامج لإخراج هذه الفئات والمناطق من وضعيتها، بقدر مالي يصل إلى 50 مليار درهم.

وأضاف أن الخطاب الملكي يؤسس لنموذج تنموي يمزج بين التنمية الاقتصادية، والتوزيع العادل للثروات، إلى جانب السعي الحثيث إلى إرساء دعائم العدالة الاجتماعية، وتوفير الكرامة للمواطنين، موضحا أن الخطاب الملكي اهتم بأوضاع الجالية المغربية في الخارج، التي تمثل عشر سكان المغرب، خدمة لكرامة هذه الجالية، مشيرا إلى أن الإشكالية الأساسية الكبرى المطروحة، المتمثلة في التعليم، حظيت هي الأخرى باهتمام بالغ، بهدف وضع المدرسة العمومية في قلب المشروع التنموي المغربي، لتكون مدرسة عمومية توفر المعرفة وتحافظ على كنه الشخصية المغربية.

 وسجل القيادي الحزبي أن الخطاب الملكي يؤشر على "نظرة ثاقبة وواضحة، تؤكد مرة أخرى النموذج التنموي الذي يؤمن به صاحب الجلالة، والذي يقوم على الديمقراطية والعدالة الاجتماعية"، مشيرا إلى أن الخطاب الملكي "تطرق أيضا إلى قضية الوحدة الوطنية بالصرامة المعهودة لدى جلالته، إضافة إلى تأكيد جلالة الملك على الارتقاء بالعلاقات الأساسية للمغرب مع شركائه في الخارج، وأهمية الحفاظ عليها واستثمارها".

عبد القادر الكيحل: خطاب من أجل ترجمة أفكار الإصلاح ومشاريع التنمية

 أشاد عبد القادر الكيحل، عضو المكتب السياسي لحزب الاستقلال، بمضامين الخطاب الملكي في الذكرى 16 لعيد العرش.

وقال الكيحل، في تصريح لـ "المغربية"، إن "روابط البيعة، التي تربط العرش بالشعب تزداد يوما بعد يوم رسوخا وقوة يستحيل على خصومنا زعزعتها بأي نوع من أنواع التشويش"، مبرزا أن قرارات جلالة الملك، في خطاب العرش، رسمت التوجيهات التي يجب على الحكومة إتباعها، في قضايا الاهتمام بأوضاع الجالية المغربية المقيمة بالخارج، وتوقيف المتلاعبين بشؤون القنصليات المغربية، وفي إصلاح التعليم، الذي "يجب أن يبقى بعيدا عن الأنانية الضيقة"، وتجويد برامج التكوين المهني المقدمة إلى الشباب المغاربة، وتسريع تنفيذ الجهوية الموسعة في الأقاليم الجنوبية، والدفاع في مختلف المحافل الدولية على وجاهة وعقلانية الاختيار المغربي بخصوص الوحدة الوطنية.

وأوضح الكيحل أن خطاب جلالة الملك جاء موجها من أجل ترجمة أفكار الإصلاح، ومشاريع التنمية، واعتماد الحكامة الجيدة في تدبير الشأن العام، وقال إن "جلالة الملك يدعو للتتبع اليقظ في التدبير، وللتقييم المتواصل لمراحل الإنجاز، وقياس درجات تأثير الإصلاح على معيشة وحياة المواطنين"، مبرزا أن السياسة الحكيمة لجلالة الملك أثمرت في إحداث نقلة نوعية مهمة، على درب الارتقاء بترسيخ المسار الديمقراطي، ودعم حقوق الإنسان، السياسية، والثقافية، والاجتماعية، والاقتصادية.

وأضاف "بعد خطاب جلالة الملك الواضح والصريح، ما بقي للحكومة إلا أن تعمل كل ما في وسعها كي تحول شعارات المغرب الحديث إلى إرادة موجودة على أرض الواقع، يشارك فيها الجميع، والجميع ملزم بالمساهمة في التغيير على مستوى الطبقات الفقيرة والهشة داخل المجتمع المغربي، والتغلب على الآثار السلبية التي تؤثر على المجتمع، وتنفيذ إجراءات ملموسة لتحقيق الأهداف، التي يتطلع إليها جلالة الملك".

 حزب العدالة والتنمية يثمن مضامين الخطاب الملكي

 ثمن حزب العدالة والتنمية مضامين الخطاب الملكي السامي في ذكرى عيد العرش.

ونشر موقع حزب العدالة والتنمية، الذي يقود التحالف الحكومي، على موقعه الالكتروني، أن "خطاب العرش جاء ليؤكد فيه جلالته على أهمية صيانة الهوية المغربية الأصيلة، حين ذكر جلالة الملك المغاربة بـ"صيانة الأمانة الغالية التي ورثناها عن أجدادنا، وهي الهوية المغربية الأصيلة التي نحسد عليها". وأضاف جلالة الملك "مذهبنا في الحكم يقوم على خدمة المواطن، وتحصين هويته، وصيانة كرامته، والتجاوب البناء مع تطلعاته المشروعة، من منطلق العهد المشترك بيننا، فإن خديمك الأول سيظل حريصا على مواصلة العمل الجماعي من أجل مغرب الوحدة والتنمية، والمساواة في الحقوق والواجبات، وفي الاستفادة من خيرات الوطن". وأكد جلالة الملك على أن "من الواجب الوطني والديني للمواطن الحفاظ على هويته، والتمسك بالمذهب السني المالكي الذي ارتضاه المغاربة أبا عن جد". وشدد على أنه ما من سبب يدفع المغاربة للتخلي عن تقاليدهم وقيمهم الحضارية القائمة على التسامح والاعتدال، واتباع مذاهب أخرى لا علاقة لها بتربيتهم وأخلاقهم، مبرزا جلالته أنه لا يمكن السماح لأي أحد من الخارج بأن يعطي المغاربة الدروس في الدين، وقال جلالة الملك "لا تقبل دعوة أحد لاتباع أي مذهب أو منهج قادم من الشرق أو الغرب، أو من الشمال أو الجنوب، رغم احترامي لجميع الديانات السماوية، والمذاهب التابعة لها". كما أكد جلالة الملك على أنه يتعين على كل المغاربة، أينما كانوا، رفض كل دوافع التفرقة، داعيا جلالته لأن يظل المواطن المغربي كما كان دائما، "غيورا على وحدة مذهبه ومقدساته، ثابتا على مبادئه، ومعتزا بدينه، وبانتمائه لوطنه".




تابعونا على فيسبوك